Page 138 - web
P. 138

‫دراسات أمنية‬

                                                             ‫أن التجنيد للإرهاب يرتبط ارتباً ًطا وثيًًقا بالمظالم الاجتماعية‬
                                                             ‫والظروف السياقية للمجتمعات المعاصرة‪ ،‬ولذلك أصبح‬
                                                             ‫تحليل قضية التجنيد وفهمها من العوامل الأساسية‬
                                                             ‫للسيطرة على الإرهاب والجريمة المنظمة على المدى‬
                                                             ‫البعيد‪ ،‬وتوضح نتائج الكتاب أنه على الأقل بالنسبة لكل‬
                                                             ‫من الجريمة المنظمة والإرهاب‪ ،‬فإن الأعضاء المحتمل‬
                                                             ‫تجنيدهم يميلون إلى أن يتم اختيارهم من نفس الجماعة‬

                                                                    ‫السكانية‪ ،‬وأن مسارات التجنيد بها أوجه تشابه قوية‪.‬‬

                  ‫التجنيد لتنظيمات الجريمة المنظمة‬                  ‫التطرف والتجنيد لصالح التنظيمات الإرهابية‬
‫تم تفسير ظهور المنظمات الإجرامية باعتباره مدفوًًعا‬
                                                             ‫إن التطرف والتجنيد للإرهاب هما نتيجتان منفصلتان ولكنهما‬
‫بمجموعة واسعة من العوامل‪ ،‬بما في ذلك العوامل‬                 ‫مترابطتان‪ ،‬فالتطرف يشير إلى تطور المواقف والمعتقدات‬
                                                             ‫والأفكار التي تبرر استخدام العنف المتطرف لتعزيز التغيير‪،‬‬
‫الاجتماعية والاقتصادية والنفسية‪ ،‬وجادل مؤلفو هذا‬             ‫وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى عنف متطرف‪ ،‬ويحدث التجنيد‬
                                                             ‫عندما يتم إغراء فرد ما أو إقناعه بتنفيذ أنشطة غير قانونية‬
‫الكتاب بأن العوامل الاجتماعية تؤدي الدور الأساسي في‬          ‫تندرج ضمن فئة الإرهاب‪ ،‬وعلى هذا النحو فإن التطرف يدعم‬
                                                             ‫الميل إلى قابلية التجنيد والاستقطاب‪ ،‬ومع ذلك فإن نسبة‬
‫توجيه قرار الانخراط في شبكة إجرامية منظمة‪ ،‬بينما‬             ‫صغيرة جًًدا من الأفراد المتطرفين سوف يلجؤون إلى الإرهاب‪،‬‬
‫حظيت العوامل الاقتصادية عمو ًًما باهتمام أقل‪ ،‬وقد‬            ‫وبالتالي فإن الهدف الرئيس لأبحاث التطرف هو تحديد ما يميز‬

‫حددت نتائج هذا الكتاب ثلاثة عوامل اقتصادية تحدد تطور‬                  ‫المتطرفين غير العنيفين عن المتطرفين العنيفين‪.‬‬
‫الجريمة المنظمة‪ :‬أواًلا ‪ :‬توفر بنية النظام الاقتصادي البيئة‬  ‫ويعتقد العديد من العلماء حالًًيا؛ أنه لا بد من وجود عوامل‬
                                                             ‫خطر معينة تفسر لماذا ُُيقاد بعض أعضاء الجماعات‬
‫المواتية لأنشطة الجريمة المنظمة‪ ،‬مثل‪ :‬الابتزاز‪ ،‬وانتشار‬      ‫المتضررة إلى تبرير العنف المتطرف‪ ،‬في حين أن الأغلبية لا‬
                                                             ‫تفعل ذلك‪ ،‬ويجب هنا أن يتم تفسير بعض عوامل الخطر‬
                                                             ‫كسبب لاستمرار نسبة صغيرة من المتطرفين في الانخراط‬
                                                             ‫في جرائم إرهابية‪ ،‬في حين أن الغالبية لا تفعل ذلك‪ .‬وتعد‬
                                                             ‫أفضل الطرق لتحديد هذه العوامل هي مقارنة المتطرفين‬
                                                             ‫مع غير المتطرفين‪ ،‬والمتطرفين العنيفين مع المتطرفين‬

                                                                                                          ‫غير العنيفين‪.‬‬
                                                             ‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬يعد الوضع الاجتماعي والاقتصادي أحد‬
                                                             ‫العوامل الأكثر شيوًًعا‪ ،‬فالظروف الاقتصادية السيئة تزيد من‬
                                                             ‫خطر التطرف والاستقطاب والتجنيد للإرهاب؛ علاوة على‬
                                                             ‫البطالة‪ ،‬وعدم انتظام الدخل الاقتصادي للأفراد‪ ،‬وفقدان‬

                                                                                                              ‫الوظائف‪.‬‬

                                                                                                                              ‫‪138‬‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143